تعود الخصائص المقوّية للمياه الحرارية بفوائد جمّة على البشرة. سنلقي نظرة في هذه السطور على فوائدها لبشرتك وكيف تستطيع تحصين البشرة ضد العوامل الضارة اليومية.
تشكّل المعادن 4% من أجسامنا وتؤدي وظائف مهمة للغاية لاسيما حين يتعلق الأمر بصحة بشرتنا. صحيح أنّنا نحصل عادةً على حاجتنا من المعادن عبر النظام الغذائي، إلا أنّه يمكن للمياه الحرارية أن تكون طريقة فعالة لاستعادة هذه المعادن، وتوفير الراحة الفورية ودعم آليات الدفاع الطبيعية في البشرة.
ما هي فوائد المياه الحرارية على بشرتك؟
يُعدّ الترطيب خطوة أساسية للحصول على بشرة سليمة وصحيّة. إنّما حتى لو كنت تشربين كفايتك من المياه، تخسر البشرة رطوبتها عبر طبقات الجلد عن طريق الطبقة القرنية، أي الطبقة الخارجية للبشرة(1). ومن دون الترطيب الكافي، قد تصبح البشرة جافة ,مشدودة ومتعبة وباهتة (2). يمكن للمياه الحرارية أن تساعد على تقوية وظيفة الحاجز الجلدي، وبالتالي تخفيض نسبة فقدان المياه عبر طبقات الجلد.
ما أهمية المعادن لبشرتك؟
لا تتمتّع كل المعادن بالخصائص نفسها. ثمة حوالي 15 معدناً هاماً للبشرة، ويتمتع كلّ منها بفوائد مختلفة:
- كربونات الهيدروجين: تأثير منظِّم لدرجة الحموضة
- البورون: خصائص شافية
- الكالسيوم: الحماية
- الحديد: أكسجة الخلايا
- الفلور والمنغنيز: مضادات أكسدة
- الليثيوم والسترونتيوم: مضادات التهاب
- المغنيسيوم والسيليكون: تحفيز تجديد الخلايا
- الأورثوفوسفات: تخليق الطاقة
- البوتاسيوم: ترطيب البشرة
- الصوديوم: تنظيم ترطيب الخلايا
- الكبريت: طرد سموم الجسم
- الأمونيوم: تخليق الأحماض الأمينية
مياه فيشي المعدنية الحرارية في سطور
أين يمكن العثور على إكسير المعادن هذا؟ تتواجد هذه المعادن في المياه الحرارية المستقدمة من منطقة فيشي في فرنسا. ولكن إن لم يكن في نيّتك الذهاب في عطلة فرنسية، فلا داعي للقلق لأنها موجودة أيضاً في مستحضرات العناية بالبشرة من فيشي.
على مر آلاف السنين، تدفقت المياه عبر الصخور البركانية في أرجاء مدينة فيشي الفرنسية من عمق يصل إلى 4000 متر. في هذه الفترة، تصل حرارة المياه إلى 140 درجة مئوية قبل أن تُقذف إلى السطح وتتدفّق على شكل ينابيع حرارية. تتشبّع هذه المياه بمعادن مختلف الصخور والأتربة التي تمرّ عبرها والتي يبلغ عددها الإجمالي 15 معدناً، حيث يحتوي كل لتر من المياه على 5.2 غرام من المعادن.
حين تصل المياه الحرارية إلى السطح تتجمّع في نبع يُدعى نبع لوكاس، ويتم عندها استخراجها واتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان نقاوة المياه بالكامل وحمايتها من الملوّثات. يتم اختبار المياه عدة مرات في اليوم، وضمن مراحل مختلفة من عملية الاستخراج لضمان نقاوتها بالكامل.
مياه فيشي المعدنية الحرارية
ممزوجة ب15نوع من المعادن
تُعرف فوائد المياه الحرارية في فيشي منذ آلاف السنين. ويُقال أنّ يوليوس قيصر(3) هو من بنى أول سبا حراري على الإطلاق في البلدة عام 50 بعد الميلاد، ومن ثم جعله الإمبراطور نابليون الثالث وجهته استجمامية الأولى، بحيث استقطب نخبة المجتمع من كافة أنحاء أوروبا. وفي العام 1931، ابتكر الطبيب المحلي بروسبر هالر علامة فيشي المختصة بالعناية بالبشرة الحساسة. ومذّاك الحين، تم تكثيف الدراسات التي تتناول فوائد المياه الحرارية، وشاع استخدامها في مستحضرات العناية بالبشرة بفضل خصائصها الملطّفة.
المصادر:
1. Baumann, L. et al, ‘Basic Concepts of Skin Science’ in Cosmetic Dermatology: Principles and Practice 2, (2009) pp. 4-7
2. Wildnauer, R. et al, ‘Stratum corneum biomechanical properties. Influence of relative humidity on normal and extracted human stratum corneum’ in the Journal of Investigative Dermatology (1971), pp. 56-72 [Accessible at: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/5556501]
3. Altman, N. ‘Healing Springs: The Ultimate Guide to Taking the Waters’ in Healing Arts Press (2000) p.129.
